إدارة الشئون الفنية
مكانة المسجد وآدابه

مكانة المسجد وآدابه

10 سبتمبر 2021

خطبة الجمعة المذاعة والموزعة

بتاريخ 3 من صفر 1443هـ - الموافق 10 / 9 / 2021م

مَكَانَةُ الْمَسْجِدِ وَآدَابُهُ

إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(  [آل عمران 102].

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كَلَامُ اللهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عِبَادَ اللهِ:

إِنَّ الْمَسَاجِدَ أَشْرَفُ بِقَاعِ الْأَرْضِ، كَرَّمَهَا اللهُ وَقَدَّسَهَا، وَنَسَبَهَا إِلَى ذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ نِسْبَةَ تَشْرِيفٍ وَتَكْرِيمٍ وَإِضَافَةَ تَقْدِيسٍ وَتَعْظِيمٍ؛ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ]إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ.......  [ [التوبة:18]. وَقَالَ تَعَالَى:  ] وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[ [الجن:18]، وَتَرَدَّدَ اسْمُ الْمَسْجِدِ فِي الْقُرْآنِ مِرَارًا، تَنْوِيهًا بِفَضْلِهِ، وَرِفْعَةً لِمَكَانَتِهِ وَمَنْزِلَتِهِ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ – وَلَا يَزَالُ – عَلَى مَرِّ العُصُورِ مَحَطَّ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَوْئِلًا لِلتَّائِبِينَ الْعَائِدِينَ، وَمَدْرَسَةً تَعَلَّمَ فِيهِ أَوْلِيَاءُ اللهِ الصَّالِحُونَ، فَالْمَسَاجِدُ بُيُوتُ الطَّاعَاتِ، وَمَحَلُّ نُزُولِ الرَّحَمَاتِ وَالْبَرَكَاتِ، فَهَنِيئًا لِمَنْ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِهَا؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ»، - وَذَكَرَ مِنْهُمْ - : «وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا، الْمَلَائِكَةُ جُلَسَاؤُهُمْ، إِنْ غَابُوا يَفْتَقِدُونَهُمْ، وَإِنْ مَرِضُوا عَادُوهُمْ، وَإِنْ كَانُوا فِي حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ» [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

إِخْوَةَ الإِيمَانِ:

وَلِهَذِهِ الْمَعَانِي النَّبِيلَةِ وَالْفَضَائِلِ الْجَلِيلَةِ، كَانَ أَوَّلَ عَمَلٍ عَظِيمٍ قَامَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المَدِينَةِ: بِنَاءُ الْمَسْجِدِ؛ لِيَكُونَ الدِّعَامَةَ الْأُولَى لِمُجْتَمَعِ الْعَدْلِ وَالْمَحَبَّةِ، وَالْإِخَاءِ وَالْمَوَدَّةِ، فَمَوْضِعٌ بِهَذِهِ الْمَكَانَةِ الرَّفِيعَةِ، وَالْمَنْزِلَةِ الْمُنِيفَةِ حَرِيٌّ بِالْمُسْلِمِ أَنْ يُعَظِّمَهُ، وَيُجِلَّهُ عَنْ كُلِّ مَا يَشُوبُهُ وَيَنْقُصُهُ؛ وَلِهَذَا يَجِبُ أَنْ تُصَانَ الْمَسَاجِدُ عَنْ كُلِّ أَذًى حِسِّيًّا كَانَ أَوْ مَعْنَوِيًّا، فَمِنْ ذَلِكَ: صَوْنُ الْمَسْجِدِ عَنْ أَيِّ وَسِيلَةٍ مِنْ وَسَائِلِ الشِّرْكِ؛ فَعَنْ عَائِشَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ قَالَا: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَيِ الْمَوْتُ - طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» -يُحَذِّرُ مِثْلَ مَا صَنَعُوا - [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]، كُلُّ هَذَا حِفْظًا لِجَنَابِ التَّوْحِيدِ، وَسَدًّا لِذَرِيعَةِ الشِّرْكِ. وَيُصَانُ الْمَسْجِدُ – أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- عَنِ الرَّائِحَةِ الْكَرِيهَةِ؛ فَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا أَوْ قَالَ: فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]، وَفِي لَفْظٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ «فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ»، وَيُقَاسُ عَلَيْهِ كُلُّ مَا لَهُ رَائِحَةٌ كَرِيهَةٌ.

عِبَادَ اللهِ:

 وَيُصَانُ الْمَسْجِدُ عَنْ رَفْعِ الصَّوْتِ أَوِ الْكَلَامِ الَّذِي لَا فَائِدَةَ مِنْهُ؛ لِأَنَّ الْمُتَكَلِّمَ يُؤْذِي مَنْ حَوْلَهُ، وَالنَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ مُشْتَغِلُونَ بِالطَّاعَةِ، فَرَجُلٌ يُصَلِّي، وَآخَرُ يَتْلُو الْقُرْآنَ أَوْ يَدْعُو أَوْ يَذْكُرُ اللهَ جَلَّ وَعَلَا، فَالْمَشْرُوعُ فِي حَقِّ الْمُسْلِمِ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ أَنْ يَشْتَغِلَ بِطَاعَةِ اللهِ حَتَّى يُؤَدِّيَ صَلَاتَهُ عَلَى أَكْمَلِ صُورَةٍ وَأَحْسَنِ هَيْئَةٍ؛ فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - ثَلَاثًا - وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الأَسْوَاقِ » [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]،  قَالَ الْإمَامُ النَّوَوِيُّ – رَحِمَهُ اللهُ-: وَهَيْشَاتُ الْأَسْوَاقِ أَيِ اخْتِلَاطُهَا وَالْمُنَازَعَةُ وَالْخُصُومَاتُ وَارْتِفَاعُ الْأَصْوَاتِ.

مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ:

وَمِمَّا يُنَزَّهُ عَنْهُ الْمَسْجِدُ: رَفْعُ الصَّوْتِ بِالتَّثَاؤُبِ وَنَحْوِهِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «التَّثَاؤُبُ فِي الصَّلَاةِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ].

 وَمِمَّا تُصَانُ عَنْهُ الْمَسَاجِدُ: اللِّبَاسُ الْمُخَالِفُ وَغَيْرُ السَّاتِرِ مِمَّا يُظْهِرُ الْفَخِذَيْنِ أَوْ أَسْفَلَ الظَّهْرِ؛ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى أَمَرَنَا أَنْ نَلْبَسَ أَحْسَنَ الثِّيَابِ؛ قَالَ تَعَالَى: ] يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ[ [الأعراف:31] وَأَخْذُ الزِّيْنَةِ قَدْرٌ زَائِدٌ عَلَى سَتْرِ الْعَوْرَةِ. وَمِمَّا تُصَانُ عَنْهُ الْمَسَاجِدُ: نَشْدُ الضَّالَّةِ وَالْبَيْعُ وَالشِّرَاءُ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي المَسْجِدِ، فَقُولُوا: لَا أَرْبَحَ اللهُ تِجَارَتَكَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَنْشُدُ فِيهِ ضَالَّةً، فَقُولُوا: لَا رَدَّ اللهُ عَلَيْكَ» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ]. أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ, وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ خَاتِمِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ, وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ الْمَسْجِدَ – عِبَادَ اللهِ – لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ مَوْضِعٍ لِأَدَاءِ الصَّلَاةِ فَحَسْبُ، بَلْ كَانَ مَجْمَعًا لِلْأُمَّةِ يَتَفَقَّدُ فِيهِ حَاضِرُهُمْ غَائِبَهُمْ، وَيَعُودُ صَحِيحُهُمْ سَقِيمَهُمْ، وَيُعِينُ غَنِيُّهُمْ فَقِيرَهُمْ، فَيَشْعُرُونَ بِالْأُخُوَّةِ الْإِيمَانِيَّةِ، وَالرَّابِطَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ الَّتِي أَخْبَـرَ اللهُ عَنْهَا بِقَوْلِهِ: ]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ[ [الحجرات:10]. وَلَا يَخْفَى مَا لِلْمَسْجِدِ مِنْ أَثَرٍ بَالِغٍ فِي التَّعْلِيمِ وَالتَّوْجِيهِ، وَالتَّزْكِيَةِ وَالتَّهْذِيبِ؛ فَالْمَسْجِدُ عُنْوَانُ وَحْدَةِ الْأُمَّةِ، وَرَمْزُ قُوَّتِهَا، وَمَهْدُ حَضَارَتِهَا، فِيهِ تَرَبَّى الرِّجَالُ، وَتَرَعْرَعَ الْأَبْطَالُ، وَتَخَرَّجَ الْعُلَمَاءُ، وَتَعَلَّمَ الْحُكَمَاءُ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

إِنَّ عِمَارَةَ الْمَسَاجِدِ دَلِيلٌ عَلَى الإِيمَانِ، وَبُرْهَانٌ عَلَى الإِحْسَانِ؛ قَالَ تَعَالَى: ]إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ[ [التوبة:18]. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَفِي سُوقِهِ: خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَمْ يَخْطُ خُطْوَةً إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا صَلَّى، لَمْ تَزَلِ الْمَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ » [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].

وَاحْرِصُوا – رَحِمَكُمُ اللهُ تَعَالَى- عَلَى الْأَخْذِ بِالنَّصَائِحِ وَالتَّوْصِيَاتِ الصِّحِّيَّةِ، وَالْتِزَامِ الْإِجْرَاءَاتِ الِاحْتِرَازِيَّةِ.

اللَّهُمَّ طَهِّرْ قُلُوبَنَا مِنَ النِّفَاقِ، وَأَعْمَالَنَا مِنَ الرِّيَاءِ، وَأَلْسِنَتَنَا مِنَ الْكَذِبِ، وَأَعْيُنَنَا مِنَ الْخِيَانَةِ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، رَبَّنَا ارْفَعْ عَنَّا الْبَلَاءَ وَالْوَبَاءَ، وَالضَّرَّاءَ وَالْبَأْسَاءَ، وَأَدِمْ عَلَيْنَا النِّعَمَ، وَادْفَعْ عَنَّا النِّقَمَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُمَا الصَّالِحَةَ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمِينَ.

لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة

الرقعي - قطاع المساجد - مبنى تدريب الأئمة والمؤذنين - الدور الثاني